اسير المسيح يسوع
الأية الرئيسية : بسبب هذا انا بولس اسير المسيح يسوع لاجلكم ايها الامم ( أف 3 : 1 )
يتكلم الرسول بولس عن قيوده وسجنه ، والسبب هو المناداة برسالة الإنجيل لذلك تراه دائماً يذكر هذا الأمر ويحفظ قارئيه وسامعيه بأن يعيشوا بحسب كلمة الله " فاطلب اليكم انا الاسير في الرب ان تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها " (أفسس 4 : 1) ، ولم يكن الرسول دائماً مسجوناً وحده لكن أوقات كثيرة تجد معه اخرين مثلاً مثل تيموثاوس " بولس اسير يسوع المسيح و تيموثاوس الاخ الى فليمون المحبوب و العامل معنا " (فليمون 1 : 1)
الله طالب فدائيين :
عندما يوجد عمل الله بحرارة وبقوة تجد ابليس دائماً يعمل هكذا بقوة ، فعلي المؤمنين ان يدركوا المعني والمغزي وراء حرب ابليس في ان يقيد المؤمنين كي يعطل كلمة الله ، لكن اقرأ معي ما كتبه الرسول بولس لتيموثاوس " الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب لكن كلمة الله لا تقيد " (تيموثاوس الثانية 2 : 9) فكلمة الله حره لا يقيدها احد ، وعندما تزداد قيود المؤمنين داحل السجون بسبب كلمة الله ، كلما انتشر الإنجيل ، وهذا كان سبب فرح وافتخار الرسول بولس بكونه اسير الإنجيل ، فكتب لتيموثاوس قائلاً : " فلا تخجل بشهادة ربنا و لا بي انا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لاجل الانجيل بحسب قوة الله (تيموثاوس الثانية 1 : 8) .
لذلك اخي القارئ : عندما تري الإطتهاد من اجل كلمة الله ، إعلم ان النهضة قد بدأت ، لكن عندما تري الخوف يتملك المؤمنين ، وتراهم راقدين في بحر العالم ، يلعبون علي شطه ، ويفرحون ببضعة نقود وضعها ابليس في جعبتهم ، وعمل مرموق خائفون عليه ، واسرة مستقره يخافون عليها أكثر من عمل الله ، واكثر من انتشار كلمته ، لتعلم هنا ان ابليس مازال في نهضة ، لكن الله يريد مؤمنين فدائيين لا يخافون الموت ولا السجون من اجل كلمة الله العظيمة .
الكنيسة الأولي كانت ممتلئة نشاطاً وحيوية روحية ، فكانوا يجولون يبشرون بكلمة الله ، حتي الذين تشتتوا جراء الضيقة ، جالوا مبشرين " فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة " (أعمال الرسل 8 : 4) ماذا حدث هنا جراء هذا الضيق ، إنتشار أوسع لكلمة الله ، فلا تتعجب بل افتخر إذا حدث لك أي نوع من الإتطهاد لأننا يجب ان نفتخر في الضيق أيضاً : " و ليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا (رومية 5 : 3) عندما كان يأتي الضيق علي المؤمنين في العصر الأول ، كانوا يزدادون تمسكاً وتعبداً وإيماناً ، عندما دخل بطرس السجن بعدما قطعت رأس يعقوب ، لم تمل الكنيسة او تخاف خوف الجبناء ، بل دخلت لتصلي حتي الصباح من اجل انقاذ الرسول بطرس ، وبالفعل بسبب صلاتهم أتي الملاك وأيقظ بطرس واخرجه من السجن وكانت فرحة الكنيسة عظيمة .
لكن في أيامنا هذه ، تري ابليس متملك اكثر المؤمنين من خلال مشاغل الحياة ، والإحتياجات التي لا تنتهي ونسوا ان العالم سيحرق بالنار ويذوب ، ونسوا انه يجب ان يكون الرب هو الأول مهما كلفهم الأمر كمؤمنين العهد الأول " الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود ، اطفاوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء ، اخذت نساء امواتهن بقيامة و اخرون عذبوا و لم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل ، و اخرون تجربوا في هزء و جلد ثم في قيود ايضا و حبس ، رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم و جلود معزى معتازين مكروبين مذلين ، و هم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري و جبال و مغاير و شقوق الارض ، فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان ...... " ( عب 11 : 33 ـ 39 )