ضفادع لكن أذكياء
لست في حاجة أن تهزم ... أو تفشل... أو تشعر أنك وصلت الي قرب النهاية , وتقبل أن تعيش حياتك في عبث , أو خوف وإحباط , كمن يحاول إمساك حفنة من الرمال , ولكنها تتساقط من بين أصابعه . هل سمعت عن قصة هذا المثل الرائع الذي يقول :- ( ليس من أردأ من أن يعجز الانسان عن أن يمخض اللبن الحليب الكامل الدسم ويجعل منه ذبدة ؟ ) !
قصة هذا المثل تحكي أن ضفدعتان تسللتا الي مخزن في حقل واشتمتا رائحة لبن حليب كامل الدسم في إناء خزفي :- بدأت الضفدعتان تلعقان من اللبن الحليب , ومن حبهما له سقطتان في الإناء الخزفي , حاولتا الخروج فلم يستطيعان لأن الإناء كان مرتفع الجدار , وأملس جداً ولذا صارتا تسبحان في لبن الحليب لمدة طويلة بلا نتيجة . شعرت الضفدعة الأولي بخيبة أمل , وحل بها اليأس وبدأت تجلس في وسط اللبن الحليب , وهي محاطة تماماً .
أما الضفدعة الثانية فلم تعرف اليأس , وإنما بدأت تضرب اللبن الحليب بقدميها بكل قوة , فتحول جزء كبير منه الي قطعة من الذبدة , فقفزت عليه بسهولة , وأستطاعت أن تقفز خارج الإناء , فخلصت من الموت .
إنه درس نتعلمه لنتخذ من الظروف المعاكسة فرصاً للنهوض والعزم علي الجهاد .
مثل ذلك الموسيقي العبقري (هاندل) كانت قد تدهورت صحته وتبخرت ثروته . فأمسك به دائنوه وهددوه بالسجن , وخيل اليه فترة من الزمن إنه يناضل في معركة خاسرة , وأوشك علي التسليم والخضوع للظروف القاسية , ولكنه استطاع أن ينهض من جديد , وقف علي قدميه وألف أروع موسيقي خلدت إسمه بين عظماء الفن .
لا تقضي حياتك في الخوف والتردد والشك والإنطواء . إبحث عن مصادر الأمل وينبوع الرجاء , لأن الله أودع فيك خواص ومزايا مختزنة لمثل هذه الأيام التي تعاني فيها , وأودعك قوة نفسية تسندك وتعضدك في ساعات الشدة .
تأكد أن في داخلك موارد للقوة لا ينضب معينها . إعمل ما في وسعك بروح الرجاء , تأمل كيف وقف ذوو النفوس الحية الخالدة علي مر الأجيال , فالجبال تعلو كلما بعدنا عنها .