من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله
--------------------------------------------------------------------------------
(من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله)
(في الوش مراية وفي القفا سلاية)
من بره ...... انه أول شيء يهتم به الإنسان. يهتم بالقشرة ويحكم على الظاهر
ينظر إلى السطح ويترك الباطن لأن الدنيا أصبحت مليئة بالشر والخطية، فكلنا نخطي كل يوم وهنا نجد نوعية من البشر متخصصون في الحكم على التصرفات فيقولون هذا خبيث وهذا طيب وهذا ناكر للجميل وهذا يبدى غير ما يخفى أي ( من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله )
ولكني اسأل هؤلاء الذين يحكمون على غيرهم :
- من الذي أعطاكم هذا الحق ؟ من عينكم قضاة على الناس ؟
- هل الوقت عندكم ليس له قيمة حتى تضيعونه في الحكم على الناس ؟
- هل لا تعرفون أنكم بذلك تشوهون صورة الناس ؟
- وهل تقبلون ذلك على نفوسكم ؟
- وحتى إن كان فعلا أن مَنْ تتكلمون عليهم أشرار، فهل معنى هذا أنكم وجدتم مبرر لهذه التصرفات؟
أصدقائي واحبائى لنهدأ قليلا وننظر ونفكر فيما نفعله ونقوله هل نحن لنا الحق في الحكم على الناس؟
هل نحن نعلم كل شيء عن حياة الشخص الذي نظهره أن من الداخل شرير ومن الخارج أمير؟
وحتى فعلا إن تأكدنا من مَنْ نتكلم عنه أن ما في باطنه غير ظاهره هل هذا يجعلنا أن نشوه صورته أمام أنفسنا وأمام الناس؟
والإجابة على هذه التساؤلات تكمن في وجود بعض الحقائق التي تغيب عن أذهاننا وهى:
أن الوحيد الذي يعلم الباطن والظاهر هو الله , كما أننا عندما نحكم على الناس نسلب الله حق من حقوقه وهو حق الحكم والحساب, كما أن الله من محبته يستر على عيوبنا فهل ننسى ذلك ونكشف عيوب الناس.
تعالوا نسمع إلى إرشاد الله لنا عن هذه الأخطاء في الكتاب المقدس :
- "لي النقمة أنا أجازى يقول الرب" (رومية 12 : 19 ) .
- "لا تدينوا لكي لا تدانوا" (متى 7 : 1 ) .
- "لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها" (رومية 2 : 1 ) .
- "فقال الرب لصموئيل لا تنظر إلى منظره وطول قامته لأنى قد رفضته. لأنه ليس كما ينظر الإنسان. لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" (صموئيل الأول 16 : 7 ) .
من خلال ما سبق نتعلم ألا نحكم على أحد بل أن نحب الجميع فقد نحكم على شخص حكماً قاسياً ثم بعد ذلك نكتشف أننا قد أخطئنا في حقه وحينها ماذا سيكون موقفنا إلا الخجل والخزي!
لندع الحكم على الخلق للخالق ونهتم بتصليح عيوبنا حتى لا يأتي أحد ويقول علينا :
( من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله).